منتديات عشــــــــاق بــــــغداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عشــــــــاق بــــــغداد

ملتقى عشاق بغداد نلتقي لنرتقي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ألشبل
عضو نشط
عضو نشط
ألشبل


ذكر
عدد الرسائل : 199
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالب
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 30/09/2007

ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Empty
مُساهمةموضوع: ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم   ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2007 1:38 am

--------------------------------------------------------------------------------

كنت قد قرأت مقالة لمحمد صادق دياب بعنوان «أصناف الرجال»، نشرت في جريدة «الشرق الأوسط»، تعرض فيها الكاتب لكتاب «فصم العلاقة» للمحللة النفسية «بتاني مارشال» التي حذرت النساء من خمسة أنواع من الرجال: (الرجل المسؤول، الرجل السيناريست، الرجل بلا نقائص، الرجل الخفي، الرجل الطفل)، مقالة شيقة استمتعت بها كثيرا، وفتحت شهيتي للكتابة عن الرجل، ليس لتصويب سهام التجريح والقدح إلى صدره «لا سمح الله»، ولا لنشر غسيله، أو لتشريح سيكولوجيته، فهذا أمر موكول لذوي الاختصاص، ولا لتوجيه الاتهامات وإلقاء اللوم والعتاب عليه فيما عاشته المرأة من سنوات الصمت والاستعباد العجاف ـ فهذا النوع من الكتابات نتوقعه ونحدسه كلما همت المرأة بالكتابة عن الرجل ـ بل فقط تعتريني رغبة جامحة لإلقاء حجر المساءلة في بحيرة الصمت الراكدة منذ زمان، وكذا إطلاق العنان للعقل النقدي والإفراج عنه من قمقم الزمن، والكشف عن كثير من الأوهام والأشباح القابعة في الذهنية العربية الذكورية والتي غطتها الكثير من العناكب.
فأنا أصلا لست من هواة شن الحروب ضد الرجل، ولا ضد أي مخلوق كيفما كان جنسه أو نوعه، ولا تستهويني لعبة الخوض في هذا الصراع الأزلي (امرأة ـ رجل)، بل من أنصار مساءلة الذات كيفما كانت، ذكورية أو نسائية، فكل مساءلة أو نقد ذاتي هو طريق معبد للتحرر والانفلات من أغلال كل فكر عقيم، منغلق ومتحجر، لهذا يبدو من المفروض بين الفينة والأخرى استدراج ذواتنا لكرسي المواجهة، بدل المراوحة والمراوغة حول مكامن الداء أو الخلل، أو بعبارة أخرى بدل الهروب من مواجهة مرآة الحقيقة.
والرجل العربي ظل في صراع دائم بين ما كانه وبين ما يأمل أن يكونه، ظل مشدودا للماضي، للمقدس، للموروث، لمعتقدات اضمحلت، لكنها ظلت حية معافاة في نفسه، ظل مكبلا بأغلال تربية أسرية صارمة وتقليدية، وفي نفس الآن انتابته وتنتابه نوبات التغيير، والاندماج في عالم متغير، فظل يعيش هذا الصراع الخفي بألم وارتباك وتردد، ولا يدري ما السبيل للانفلات من شرنقته، وانعكس هذا الصراع جليا في شخصيته التي أصابتها حالة من الفصام، وبالفعل تظل المرأة الكائن «الهش» الأقدر على استيعاب هذا الصراع، حتى تستقيم معادلة قوي ـ ضعيف، ليغدو جسد المرأة مسرحا لحالات الازدواجية التي يعيشها الرجل العربي، فتراه يكره غباءها وبلادتها، لكنه في الآن نفسه يخاف ذكائها وتفوقها، يخشى أن يقلل هذا النجاح من نفوذه، ويجعل المرأة تتلذذ بانتصار لم تعتده، وتبذل قصارى جهدها للحفاظ عليه، لأن الرجل كما يقول نيتشه «اعتاد الانتصار، أما المرأة فالانتصار لديها استثناء»، وتراه يفتخر بالمرأة المثقفة، الكاتبة، المبدعة، لكنه يكره أن يكون تثقفها سببا لاعتدادها بنفسها وتخليها عن دورها التقليدي كأم وزوجة مطيعة، يحب الرجل العربي المرأة الشريفة، العفيفة، الطاهرة، سواء كانت أخته أو زوجته، و«يفور دمه» حين يرى أن شرفه يلحقه الأذى، وينادي بإراقة الدم على هذا الشرف الرفيع، لكنه لا يتردد في اتخاذ عشيقة أو خليلة، مبررا فعلته بحاجته إلى حنان يفتقده عند أم الأولاد، يقدس الرجل العربي أمه، يحترم أخته، يعشق زوجته، لكنه يستبيح في الآن نفسه، جسد المرأة والتي غالبا ما تكون زوجته أو أخته لممارسة كل أنواع العنف..، يمارس الرجل عنجهيته وتسلطه في البيت، يلبس ثوب الجد والرهبة أمام الأولاد، لكن ما أن يتخطى عتبة البيت، حتى يتحول إلى «جنتلمان» في حالة من الوداعة والرقي والمرح، يلعن بعض الأنظمة العربية المتسلطة، لكنه يفتقد للديمقراطية في أسرته وبين أبنائه ولا يمارسها كأسلوب حياة، يتذمر من بعض القنوات المبتذلة، ويكره الأغاني الهابطة، لكنه تراه يتلصص بنشوة واستلذاذ وكلما أتيحت له الفرصة لمشاهدتها، يتغنى بأمجاد الماضي، ويبكي حضارة مستلبة، لكنه لا يكف عن التطبيل والتهليل لحداثة وعولمة مستوحشة، يكتب المثقف العربي بجرأة، ويدافع عن كل القيم المتحررة، وينادي برفع كل أشكال الحيف ضد المرأة، لكن أحيانا قد يكون الشيطان ثالثه وهو يدفع ثمن الخادمة، يعشق الرجل العربي المرأة الجميلة الفاتنة، لكنه يكره أن تكون مثيرة للآخر، وحبذا لو عملت ـ كما يقول نيتشه ـ» في تسع وتسعين حالة من الحالات التي قد تعجب الآخرين، أن تزدري ذلك، وتمتنع عنه بغية تخزين محصولها نهائيا، وهو إغواء الرجل الذي تسع رحابته وروحه لذلك العطاء الكبير».
يحب الرجل المرأة المثيرة، المتميزة، المثقفة، الذكية، الشريفة، المتعلمة، لكن كل هاته الصفات الإيجابية يجب أن تحوم حول المحور أي «سي السيد»، وتخدم رجولته، وتضفي لمسة من النعومة على فحولته، وأي تمرد أو خروج من دائرة الرجل، فهو جهالة، ضلالة، عصيان..، ليصب جام غضبه على قاسم أمين، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في جعل المرأة تحيد عن صراط الطاعة غير المستقيم، رغم أنني متأكدة أنه لو كان قاسم أمين حيا يرزق بيننا الآن، لتجاوز كتابه «تحرير المرأة» ولتفرغ لإصدار كتاب آخر وعنونه «تحرير الرجل».
وفي هذا الكرنفال اليومي، يستعين الرجل العربي بالعديد من الأقنعة المرصوصة في دولابه، قناع التحضر، قناع الحداثة، قناع الرقي، قناع الثقافة، قناع الوداعة، قناع التحرر، قناع الديمقراطية،...أما قناع الرجل التقليدي ذو النزعة الاستبدادية والمتسلطة، فلا يضعه إلا حين يختلي بنفسه، أو بالمرأة الجاهزة لاحتواء كل أنواع الازدواجية، بـ«صدر رحب طبعا»، فأمامها فقط يكشف عن كل أوراقه، ليقع في الفخ، وليقدم مبررات واهية لازدواجيته، ويعلق فصاميته على شجرة المجتمع، الذي ينعته بعدم النضج وعدم القدرة على استيعاب تحضره وتحرره، ومرة أخرى يبرر ازدواجيته بعقيدة سماوية، بينما المشكلة ليست في المجتمع طبعا ولا في الدين، بل في شخصيته وتفكيره الذي لم يتمكن بعد من الانفصال عن الماضي، واستنشاق هواء الحاضر بكل رحابة صدر وفكر، والمشكلة في ثقافة فقهية جامدة لا تقبل إلا بالأحكام الجاهزة، وكذا في تربية أسرية لم تسع إلى مجاراة الحاضر بكل متغيراته، ولو استطاع المزج بين روح الإسلام الحقيقي وتحديات العصر لساهم في خلق شخصية سوية متحررة من كل عصبية أو ازدواجية أو ظلامية. وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد فطن مبكرا لهذا الخلل فقال: «ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الملثمة بعلم الله اكبر
عضو نشط
عضو نشط



انثى
عدد الرسائل : 175
العمر : 35
العمل/الترفيه : طالبـــــــة
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 10/11/2007

ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم   ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Emptyالأربعاء نوفمبر 14, 2007 2:37 pm

شكرآ الك ياوردة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
$ ملك الرومانسية $
عضو ذهبي
عضو ذهبي
$ ملك الرومانسية $


ذكر
عدد الرسائل : 500
العمر : 35
الموقع : kahtan_bmw2007
العمل/الترفيه : طالب كلية
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 01/10/2007

ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم   ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Emptyالأحد نوفمبر 25, 2007 2:16 am


شكرا على الموضوع الرائع والجميل وننتضر كل ماهو جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشبح الراقي فرفور ال
عضو نشط
عضو نشط
الشبح الراقي فرفور ال


ذكر
عدد الرسائل : 253
العمر : 33
العمل/الترفيه : طالب
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم   ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم Emptyالأربعاء نوفمبر 28, 2007 3:31 am


شكرا جزيلا على الموضوع الحلو والجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ربوا أولادكم غير تربيتكم، لأنهم سيعيشون زمانا غير زمانكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشــــــــاق بــــــغداد :: ~*¤ô§ô¤*~منتديات البيت العراقي الاصيل~*¤ô§ô¤*~ :: منتدى الاسرة والطفل-
انتقل الى: