حبيبتي حواء .. لماذا كتب علينا الشقاء .. لماذا كتب علينا العناء .. لماذا نجرح العين بالبكاء .. ولماذا الجرح تغشاه الدماء ..
الهي .. خالقي .. ورازقي .. أهذا هو القدر المحتوم حتى نؤمن به .. أم هناك آمل يعيد لنا الحياة .. حبيبتي .. عمري .. حياتي .. دعيني اشكي إليكِ حالي .. اقسم لكِ بالله العظيم لا احتمل ساعة الفراق .. لا أريد أن يحكم علي الأجل دون أن امسك بيديكِ الدافئة .. وانظر إلى سواد عيناكِ الحانية .. تدرين من أنتِ .. أنتِ :
أنتِ حلماً نثر الطيبة في كل دروبي .. أنتِ تلك الطفلة الجميلة التي رسمت للحياة وجهاً آخر .. أنتِ مطر الفرح الذي بلل وجه روحي فقتل جدب أفراحي والبسها اخضرار الحياة .. أنتِ حباً وجدته بعد يأس فكأنني لقيت به العمر من جديد ..
أرجوكِ حواء .. أرجوكِ .. لقد جفت عيناي من كثر الدموع .. لقد أصبحت ابكي ثم ابكي وهذا البكاء ليس من شيم الرجال ولكن ؟؟ خوفي على نفسي وروحي من مستقبل الحياة .. أخاف أن أعيش وحيداً لا أنيس ولا ونيس اندب حظي العاثر معكِ ..
حبيبتي .. لا تسأليني عن قلبي الصغير الجريح الذي يختبئ بين ضلوعي بعد أن عصفت به رياح اليأس المر . اسألي تلك التفاصيل الصغيرة للزمان وأي زمان قد جمعنا ذات يوماً برسائل .. وكلمات ... اسألي عن همس السطور في البر والبحور .. اسألي عن ذلك الإعجاب بتلك الكلمات المتبادلة التي نثرت في الأرض اجمل السطور .. وزينتها بأحلى أنواع العطور ..
عمري .. عندما نحب تضيق الدنيا وتصفر الحياة إلا في عيون من نحب .. فالدنيا تصبح الدنيا التي نعشقها والحياة هي التي تنثر في دروبنا حلماً وردياً .. الله الله عندما أحببتكِ اصبح القمر صديقي الذي أشكو إليه عذاب أشواقي فأسهر ويسهر المسكين معي .. عندها تصبح النجوم عيوناً حانية تدعو العاشقين للسفر على خيوط الليل لتنسج منها موعداً أخر مع القمر صديقاً للأشواق .. حينما نحب تطربنا الأشواق ويشعلنا الحنين وترقص معنا نشوة اللقاء ..
حياتي : هل نسيتي عنواننا الدائم وهو .. أن نكون أحباب همسنا هو الحنين وزادنا الأشواق وحبنا الصدق والإخلاص .. أتذكرين تلك الكلمات الجميلة التي كانت تخرج من ثغركِ المتبسم .. وأنتِ تقولين لي حينما نحب يبقى البحر لنا ويبقى معه الحب يقرب ثم يقرب منا ثم يحتوينا بأمواجه ومعه خفقات أرواحنا .. ثم يتلاعب بها مد الشوق وعواصف الحنين وجزر الكبرياء ..
دعيني امسك طرف عباءتكِ .. لكي اكتب فيها بأنك الأجمل ولأحلى والأروع بين نساء الكون .. أنتِ ملاك وفيكِ كل الناس تطمع .. فمن أجلكِ اكتب أشعاري ومن أجلكِ انظم الحاني ..
لقد وهبتكِ قلبي وروحي وعقلي وحبي .. لقد رأيت فيكِ ضياء نجم ساري فهواكِ نوراً قد أنار جوارحي .. فأنتِ الحنان وأنتِ شمس نهاري .. لقد عشقت فيكِ روح طيراً هائم ولمست فيكِ طهارة الأنهار .. فأصبحت أراكِ أينما ذهب البصر واراكِ في كل البلاد جوارحي ..
أنتِ من كسر خاطري وأنتِ من يجبرها ؟؟
أنتِ من بعثر كلماتي وأنتِ من يجمعها ؟؟
أنتِ من أشعل ناري وأنتِ من يطفئها ؟؟
أنتِ من قتل نفسي وأنتِ من يحييها ؟؟
أنا احب الحب وسأظل احبه واتغنى به .. حتى تبلى عظامي وتتحول إلى رماد لكي تختلط به حبات الرمال وتنمو بها حشائش خضراء تتغني بالحب وتكبر معها سنابل قمح ذهبيه مع كل حبه تحملها الريح لتعلن للدنيا بأن حبي باق باق باق لن ولن يموت ..